Back to Top

دير العذراء بياض

يعد هذا الدير مع دير مارجرجس بسدمنت الجبل من أشهر أديرة محافظة بنى سويف وأكثرها زواراً ولهما مواسم معينة ومعروفة من كل عام . وهذا الدير بحكم قربه من مدينة بنى سويف وموقعه الفريد على النيل يكاد لا يخلو من الزوار والرحلات كما أنه أكثرها عماراً عن غيره .
والدير يقع على البر الشرقي من النيل تجاه مدينة بني سويف  وإلي الشمال من كوبري بني سويف الجديد مسافة نحو 2كم ، وغربي سكن ناحية بياض (النصارى ) ـ بمركز بني سويف ـ مسافة نحو خمسمائة متر ، وحالياً أصبح الوصول إلى الدير سهلاً متيسراً خاصة بالعربات بعد الانتهاء من تشييد كوبري بني سويف الجديد. 
وأول من ذكره علي أنه كنيسة ( لا كدير) هو المقريزى في خططه التي وضعها بين عامي 1417 ، 1436م قال : ( كنيسة أنطونيوس بناحية بياض قبلي أطفيح ، وهي محدثة ) . والأصح أنها باسم العذراء .     
وثاني خبر عرفناه عن تاريخ هذا الدير جاء أيضاً على أنه بيعة وذكر عرضاً في خبر زيارة البابا يوأنس (16) البطريرك (103) لمدينة القدس ، وفية أن الأب البطريرك سافر من القلاية بمصر متوجهاً إلي مدينة القدس في الاثنين 18برمهات 1425ش (25مارس 1709م) وفي صحبته جمع من الكهنة والشعب ، وفي ليلة عيد القيامة 22برمودة 1425ش (28 أبريل 1709م ) صلي الأب البطريرك القداس ، أما الدورة فقد أخرت لبعد القداس لأجل دورة الطوائف ، وبعد أن أكمل القداس استراحوا قليلاً إلى أن هيئوا آلة الدورة من الصناجق والصلبان والشاروبيمات والشموع والبرانس برسم الكهنة والشمامسة ، فاجتمع الكهنة جميعاً (الذين حضروا مع الأب البطريرك في زيارته) وعدتهم 24 كاهناً وذكرت أسمائهم ومنها اسم (القس جاد الله ببيعة العذري ببياض) . فأجروا جميعا زفة القيامة مع بقية الطوائف المسيحية جميعاً وعلي رأسهم بطريرك القبط والروم بالقدس .                                      
ومبنى الدير الحالي أستجد كله ففي عهد المتنيح أنبا أثناسيوس مطران بني سويف الأول 1925ـ 1926 قام بإعادة بناء 60 حجرة في أركانه القبلية والغربية والشرقية . وفي عهد أنبا أثناسيوس مطران بني سويف الثاني قام في عام 1965 بتكملة بناء حجرات الدير في الركن البحري منه في بناء حديث .   
وهو دير قديم ، وكان له سور قديم لازالت بعض أجزاء الأساس الحجري للحائط الشرقي ظاهرة بحزاء الترعة التي تمر شرقي الدير مباشرة . وكان يقطنه الرهبان . ويوجد في مخطوط بمكتبة دير السريان أنه في القرن السادس عشر كانت القوافل تقوم من دير العذراء بناحية بياض النصارى تحمل المؤن لرهبان دير القديس أنبا أنطونيوس بالجبل الشرقي .
وموقع الدير ممتاز يطل علي النيل في بره الشرقي والخضرة والماء من حوله والجبل الشرقي في مرآه ليس ببعيد عنه . ومدخل الدير بالطرف البحري من جهته الغربية. ويشاهد الداخل أمامه خمسة أعمدة جرانيتية من بقايا الدير القديم مركونة علي جانب كشاهد وأثر لقدمه ، وبعدها يدخل الزائر إلى فناء عريض في وسطه كنيسة الدير ويحيط هذا الفناء مساكن الدير وتتكون من حجرات يقيم فيها الزوار علي ثلاث أدوار . واعتاد أهالي مدينة بني سويف أن يقيموا في الدير ويشغلوا حجراته في فترة صوم السيدة العذراء الذي يقع بين 7ـ 22 أغسطس من كل عام ، وهو لهم بمثابة مصيف روحي واستجمام وخلوة في وقت من السنه يشتد فيه الحر والرطوبة وينعم فيه الدير بهواء صافي . وفي طيلة هذه الأيام تقام فيه صلوات يومية وخدمة مباركة ونهضة وعظات دينية وتقدم النذور ويعمد الأطفال . أما بقية أشهر الصيف في يونيو ويوليو وسبتمبر فيكاد الدير لا يخلو من الزوار والرحلات لكثير من الخدام والخادمات خاصة من القاهرة ومدن أخري طلباً للخلوة الروحية والهدوء والاستجمام في جو ريفي بسيط بعيداً عن زحام المدن وحر الصيف .     
كنيسة العذراء بياض :                
المعلومات المتاحة عن هذه الكنيسة قليلة ، وأول من ذكرها المقريزي في الخطط التي وضعها بين عامي 1417، 1436م ثم قال (كنيسة أنطونيوس بناحية بياض قبلي أطفيح وهي محدثة كذا؟ والأصح أنها باسم العذراء . وبعده نسمع عن ( القس جاد الله ببيعة العذرى ببياض ) علي أنه وأحد من 24 كاهناً اشتركوا في الدورة في ليلة عيد القيامة 22برمودة 1425 ش (28 أبريل 1709م) بعد صلاة القداس من جميع الطوائف المسيحية بمدينة القدس .  
وقد زرت هذه الكنيسة مرتين في عامي 1965 ،1970  واستمعت إلى أكثر من شخص من خدامها عنها فقيل لي أنها توجد تحت الكنيسة الحالية كنيسة أخرى أثرية طماها النيل فبنيت فوقها كنيسة أخرى استمرت نحو مائتي عام ، وفيها عمد البابا كيرلس الخامس البطريرك (112) الذي ولد في تزمنت قبلي وجوار بني سويف (في عام 1832م) ، وكان بأعلاها بالدور الثاني فوق المعمودية كنيسة أخرى صغيرة بمذبح واحد للست دميانة. ولما تقادمت مبانيها هدمها المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف الأول في أواخر أيامه  وأعاد بناءها في سنة 1961 بناء جديد بالمسلح محل الكنيسة القديمة وتنيح في يوليو 1962 قبل أن يقوم بتدشينها ، فدشنها نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف الثاني في يناير1963.       
والكنيسة الحالية المستجدة صغيرة نسبياً وبمدخلها عمودان ضخمان من بقايا الكنيسة القديمة وبداخلها هيكلان: البحري للقديسة دميانة والأوسط للسيدة العذراء ، وقبلي الكنيسة تقع حجرة المعمودية وعلي معموديتها عمود رخام عليه كتابة قبطية وبها متحف يضم بعض أيقونات ومخطوطات وأدوات كنيسة .