- التفاصيل
- الزيارات: 6728
القديس القس أنبا اسحق أب جبل البرمل وجبل مفسط (دير الحمام)
هو أحد تلاميذ القديس العظيم أنبا أنطونيوس ، ومن أباء الرهبنة الكبار المجهولين .عاش في القرن الرابع الميلادي ، ونياحته في 25 بشنس (2 يونيو)
نشأته ورهبنته بجبل النقلون بالفيوم:
تذكر سيرته أنه من بلد تسمى أبويط من حدود منف ومضى ليترهبن في جبل الشركة شرقي الفيوم وسكن فيه أولاً وظل مقيماً به إلى أن حضره القديس أنبا أنطونيوس ورهبنه هو وأخوة أخرين في الكنيسة التي كانت نقر في الجبل وهي كانت مظلة أبينا يعقوب وعلي اسم الملاك ميخائيل وظهرت العذراء بالكنيسة وقالت له ياأنطونيوس سيأتي أور من سلالة ملوك الفرس وينصب لابني بستان ها هنا ولا يسكنه إلا الفعله الأبرار وأور سيبني هذه القبة التي سكنها يعقوب علي اسم الملاك ميخائيل ويبني بيعة عظيمة علي اسم الملاك غبريال وإن هذا سيكون رئيساً علي ألف وخمسمائة راهب ويكون أسقفاً علي الفيوم ، وأما الشاب اسحق الشجاع فهذا يكون لك ابناً ويكون اسمه بعد مقاريوس وسرابيون وهو الذي يفرق الشياطين واليونانيين الذين في جبل البرمبل واما ايسيداروس المعترف وجرجس فاقامتهما في جبل الشركة بقبشما.
القديس يسكن متوحدا بجبل البر مبل:
ثم سار القديس أنبا أنطونيوس ومعه أنبا أسحق إلى أن وصلا إلى جبل البرمبل ، ونظر أنبا أنطونيوس ورأى جماعة الشياطين علي الجبل كله لذبائح الأوثان التي في المدينة ، فقال أنبا أنطونيوس لأنبا أسحق : تقوى ياابني لأن الله أقامك وأنت تقاتله وتغلب وتكون العذراء معك وداوم الصلاة والصوم لئلا يجرحونا فلا نجد السامري دفعة أخري ويصب علي جراحاتنا الزيت والخمر ويحملنا علي دابته ويأتي بنا إلى الفندق . فالزيت هو المعمودية والخمر هو جسده ودمه ، ودابته هو الصليب المقدس الذي قبله عنا أولاً ثم بعد ذلك سلمه إلينا ولبسناه ، والفندق هو بيعته المقدسة ، وصاحب الفندق الذي أوصاه بنا هو ملاك المذبح وعند عودتي يعني مجيئه الثاني ليدين الأحياء والأموات . ثم تركه أنبا أنطونيوس بعد أن أرشده وعزاه ومضى إلي ديره . وجاء إليه أنبا مقاريوس يطلبه والملاك أخبر أنبا أنطونيوس بأن يقابله لأنه سيكون عظيماً . أما أنبا أسحق فوجد بجبل البرمبل مكاناً منحوتاً كان الوثنيون عملوه لتقديم الذبائح التي لهم ، فلما نظر الشياطين أنبا أسحق قالوا له : نحن نظهر للناس الذين مثلك السالكين بالطهارة ونكشف لهم الأسرار . وفي الحال صلى فهربوا منه ثم حضروا مرة أخرى ليرجموه بالحجارة والرمل ليخيفوه فلم يعبأ بهم وداوم في الصلاة . وحدث أن توجه ليشرب من البئر الذي للغني الذي شفاه أنبا أنطونيوس فلما نظروا الغنامة افتكروا أنه القديس أنبا أنطونيوس فأمسكوه وأتوا به إلى سيدهم ، فلما نظره أحبه كثيراً وقال له : لاتذهب لجبل البرمبل مرة ثانية لئلا يقتلك الوثنيون بل أسكن بجوار موضع سقي غنمي وأنا اخدمك وهوذا كتبت نصف كرومي للقديس أنبا أنطونيوس وهذا الموضع النزهه الذي بنيته قد اسميته باسم أبيك أنطونيوس إلى الأبد . وصعد أنبا أسحق فوق من البئر بميل واحد مداوماً للصلاة وأما الغني فكان مهتماً به . وبعد سنة حضر عنده أنبا أنطونيوس وعزاه وقال له : عدونا شديد ويزأر مثل الأسد تقوى لأن الساعة لانعلمها ، ووعظه وقواه وبات عنده ليلة وقام إلى جبل الفيوم بجبل الشركة وأقام عندهم أياماً قلائل ووعظهم وقواهم ورجع إلى ديره بالجبل الشرقي. وكان يملك في ذلك الوقت قسطنطين الملك ، وعلي أيامه هدم كثيراً من البرابي في أرض مصر وكثير من الوثنيين ومن ناحية البرمبل أتوا إلى القديس أنبا اسحق ودخل أكثرهم في الأمانة المقدسة بسيدنا يسوع المسيح.
نشاة دير أبو أسحق المعروف بدير الحمام في جبل مفسط :
وأيضاً مضى الوثنيون الي القديس أنبا أسحق من ناحية مفسط فوعظهم وأرسلهم إلى أسقف الفيوم فعمدهم باسم الآب والأبن والروح القدس الإله الواحد وبعدها مضوا إلى بلدهم مفسط وأقاموا بها ثم جاء له منهم بعد أن آمنوا عشرة رجال وترهبنوا علي يده وأقاموا عنده متفرغين لخلاص نفوسهم إلى يوم وفاتهم . وبعد عشرة سنوات ظهرت له السيده العذراء وقالت له : قد تاقت نفسي للسكن عندك لأجل محبة ابني فيك ، لكن قم وانطلق إلى أبيك أنطونيوس وخذ بركته الأخيرة فان روحه تتضاعف عليك وسلم على أولاده بعد وعظهم . فتوجه القديس في الحال إلى جبل القلزم وأقام عند القديس أنبا أنطونيوس يخدمه وعند تمام أربعة أشهر لازم أنبا أنطونيوس الفراش ولم يقدر أن يقف وحضر أيضاً أنبا مقاريوس من جبل النطرون كما أعلمته السيدة العذراء ونالوا بركته الأخيرة ، ولما تنيح القديس أنبا أنطونيوس عادوا إلى مواضعهم . وسمع البطريرك أنبا أثناسيوس بخبر نياحته وحزن و أرسل وأخذ الثياب التي كان يلبسها كما أوصى أنبا أنطونيوس بذلك.
سكن القديس جبل الخزائن قرب الأسكندرية:
ولما تنيح أنبا أثناسيوس البطريرك الرسولي أقيم عوضه البطريرك أنبا بطرس فاستدعي أنبا أسحق وأرسله إلى جبل الخزائن قرب الأسكندرية وكان به أخوة فصار عليهم رئيساً ورهبنهم وألبسهم الأسكيم المقدس. وبتدبير إلهي وضع البطريرك يده علي أنبا أسحق وكرزه قساً .ثم مضي أنبا أسحق الي أفتقاد أولاده وعاد ثانية إلي جبل الخزائن . وقبل نياحته بشهرين بعد أن صلى سمع صوت الرب يناديه ويكلمه أن تضرغاته وصلواته وصلت إليه وأنه بعد شهرين سيأتي وأن عليه أن يوصي الشيوخ الذين يتركهم بعده في أن لايتعجلوا ويلبسوا الأسكيم لأي شاب لم يكتمل سنه واختباره وأرسل إلى أولادك بجبل الفيوم القريب من مفسط بهذا الأمر كما كان يفعل أنطونيوس ، وأنه رأس علي خمسة ألاف نفس لكن ليس من بينهم غيرمائتين هم السالكين كما يليق بالأسكيم الطاهر وأنه من بعد نياحته سيصير البقية مثل أهل سدوم ثم من بعد ذلك يعمروا مثل أبراج الحمام مثل ماكانوا أولاً ، والأن لاتحزن يااسحق فانك تجلس مع أبيك أنطونيوس وسوف يدوم تذكارك في جبل مفسط ولاينقطع اسمك من هناك إلى الأبد وهوذا مريم والدتي تأتي وتسكن معك في ذلك الجبل ويتلو اسمك اسمها وبركتي وسلامي تكون في ذلك الدير ولا يتسلط العدو عليهم الي الأبد.
وعند نياحته جمع أولاده بجبل الخزائن القريب من الأسكندرية وقال لهم : إذا دفنتم جسدي في التراب فلا تقيموا ها هنا فأن الاله لايدع هذا الجبل يعمر إلى تمام أربعين سنة بل أذهبوا إلى جبل مفسط القريب من الفيوم فأن الموضع الذي أقامني فيه أبي أنطونيوس وولدي استفانوس هو الذي يكون رئيساً عليكم في ذلك الدير وللوقت تنيح واسلم الروح في 25 بشنس ودفن بالمغارة ووضعوا علي بابها حجراً عظيماً . وخرجوا كما أمرهم من جبل الخزائن وتوجهوا إلى صعيد مصر وسكنوا في جبل مفسط وبعضهم في جبل البرمبل وكانوا يصنعون تذكار أبيهم أنبا اسحق ويمضون إلى جبل الخزائن في كل سنة يوم تذكاره ويرفعون هناك القربان ويعود كل واحد منهم الي ديره.
بركة صلوات القديس أنبا اسحق تكون معنا أمين.